هي إحدى محافظات تركيا و تقع في إقليم تراقيا الشرقية شمال غرب تركيا و الذي يشكل الجزء الأوروبي منها ، تبلغ مساحتها 6.339 كم2 ، و يبلغ عدد السكان فيها 1.113.400 نسمة ( 570.355 من الذكور ، و 543.045 من الإناث ) ، كما يبلغ معدل الكثافة السكانية فيها 176 نسمة/كم2 ، و بحسب البيان الإحصائي الذي أصدرته دائرة الهجرة في تركيا عام 2021 عن عدد المقيمين الأجانب في الولايات التركية ، كان نصيب تكيرداغ 5.779 مقيماً أجنبياً .
عاشت هذه الولاية تغييرات كثيرة في الأسماء ، فكانت تدعى "بيسانتي" أيام الحكم البيزنطي ، و في أواخره كانت تدعى "رودوستو" ، و عندما استلم حكمها الأتراك لقبوها بــ " رودوستجوك " و لكن سرعان ما بدأوا يطلقون عليها " تكفورداغ " ، و تكفور هي كلمة من اللغة العثمانية المأخوذة من اللغة الأرمنية و التي تعني " حامة التاج " ، و لكن سرعان ما تم تغيير الاسم بعد إعلان الجمهورية التركية ليصبح " تكير داغ " .
و بالنسبة للمناخ في تكيرداغ فإنها تتميز بصيف جاف معتدل و دافئ جداً ، و شتاء بارد و ممطر و أحياناً ثلجي ، و من الممكن أن تمطر أيضاً في أكثر الشهور حرارة ، أما الخريف و الربيع فهما معتدلان و مثاليان للزيارة .
تولي الحكومة التركية اهتماماً كبيراً في توفير الإمكانيات التي تساعد في زيادة عدد السياح من عشاق رياضة القفز المظلي ، وقد خصصت نادي لهذه الرياضة في تكيرداغ يسمى " نادي القفز بالمظلات " ، و يقع في منطقة " أوجمق درة " و التي تعتبر من أجمل مدن تكيرداغ ، و تتوافر فيها الكثير من الأماكن المفتوحة و المرتفعات الرائعة ، و هي مناسبة جداً لممارسة هذه الرياضة و حتى في فصل الشتاء حيث يكسو الجليد المدينة بالكامل .
يعتمد الاقتصاد في هذه الولاية على الزراعة والصناعة بشكل عام ، إضافة إلى السياحة ، تساعد التربة الخصبة و المناخ الجيد في تكيرداغ على قيام زراعة ناجحة ، فتشتهر بزراعة عباد الشمس ، و هي المنتج الرئيسي له في تركيا بنسبة 25% من الاحتياج السنوي ، إضافة إلى زراعة الحبوب ، و القمح و الشعير و الشوفان ، و كذلك الخضروات و بالأخص البصل ، و الشوندر السكري ، و اللفت ، و الطماطم ، و البازلاء ، و الفاصولياء .
و بالنسبة لزراعة الفاكهة ، فهي أيضاً متقدمة ، إذ يمكننا رؤية انتشار كروم العنب ، و البطيخ الأحر و الأصفر ، و الخوخ ، و الزيزفون ، و هي معروفة بلقب " أقل تربة ، و أعلى إنتاج " .
أما بالنسبة للصناعة فهي بدأت بالتقدم في 1970 ، و لكن سرعان ما تطورت بسبب وجود الميناء الذي جعل أجور الشحن أقل ، و تطورت فيها صناعة السلع و الآلات المعدنية .
تعتبر تكيرداغ وجهة سياحية مثالية للراغبين في الابتعاد عن الضوضاء في المدن ، و لأنها تحتوي على العديد من المعالم السياحية ، الطبيعية منها و التاريخية ، فهي تعتبر وجهة للسياح ، و من أهم هذه المعالم : منطقة "أوتشماك ديره" التي تقع في مدينة " أوتشماك ديره "، و التي تعتبر من أجمل المناطق التي تقع على سواحل بحر مرمرة ، و أشهر الأماكن التي تمارس فيها رياضة القفز المظلي ، كما تعد بيئة مناسبة لزراعة أجود أنواع العنب في تركيا ، كما يوجد هناك أيضاً شاطئ " تشاملي كوي كاسترو " و الذي يعتبر أجمل شاطئ طبيعي في ولاية تكيرداغ بطول 2.5 كيلو متراً ، و ذلك لوقوعه بالقرب من نقطة التقاء نهر بهتشي كوي بالبحر الأسود ، و بين أحضان الغابات الخضراء ، و تم إعلانه كمنطقة سياحية في عام 1988 ، و لذلك لا توجد حوله فنادق ، و يمكن للراغبين في الاستجمام ، و الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الرائعة أن ينصبوا خيماً هناك .
نجد كذلك في تكيرداغ متحف للآثار و الذي كان في عام 1967 عبارة عن صالة صغيرة إلى أن خصصت وزارة الثقافة " قصر والي " ليتم نقل المعروضات إليه عام 1976 ، يتألف المتحف من أربع صالات ، تعرض فيها بقايا و آثار تعود إلى 4500 سنة قبل الميلاد ، و بقايا قطع معمارية تعود للعصور الهيليني ، و الروماني ، و البيزنطي ، و تقدم فيه عروض فلكلورية تخص الحقبة العثمانية ، و من المتاحف الأخرى الموجودة في تكيرداغ كذلك متحف راكوجزي الذي كان منزلاً للأمير المجري فيرنس راكوجزي ، و الذي عاش فيه بين عامي 1676 و 1736 في الدولة العثمانية بعد فشله في محاربة النمساويين . و قامت الحكومة المجرية عام 1932 بتحويله إلى متحف تعرض فيه بعض مقتنياته الخاصة ، و بعض الوثائق و المخطوطات التاريخية التي تثبت متانة العلاقات التركية – المجرية .
و نجد في تكيرداغ كذلك مقبرة لشهدائها ، و التي أنشأتها بلدية تكيرداغ عام 1949 تخليداً لذكرى الجنود الأتراك الذين استشهدوا خلال فتح المدينة ، و تحظى هذه المقبرة باهتمام كبير من الزوار سنوياً ، و يتم الوصول إليها بواسطة درج يتوسطه العلم التركي المصنوع من الحجارة ، و شاهدتين مكتوب عليهما أسماء الشهداء و أسماء مدنهم ، و نجد أيضاً في مدخل قرية هوش كوي " منارة حورا " التي أنشئت بأمر من السلطان العثماني عبد المجيد عام 1861 للفرنسيين ، يبلغ ارتفاعها 20 متراً ، و تتميز بأنها مبنية من قطع حديدية من دون لحام ، مثبتة مع بعضها البعض عن طريق براغي حديدية ، و تتميز كذلك بأنها تدور على نفسها ب360 درجة .
كما يوجد هناك منزل الشاعر الكبير نامق كمال ، و هو كاتب و شاعر تركي مشهور ب " شاعر الوطن" ، و لد عام 1840 في مدينة تكيرداغ ، و تخليداً لذكراه أنشئ له منزلاً يحمل اسمه مؤلف من ثلاثة طوابق عام 1993 و تم افتتاحه في عام 1994 ، و بني هذا المنزل على طراز المنازل القديمة في المنطقة ، و يحتوي على مقتنيات و أدوات كان يستخدمها كمال في بيته ، و يحتوي كذلك على كتابته التي ألفها خلال حياته .