و هي إحدى محافظات تركيا ، و تقع في شرق منطقة وسط الأناضول بين العاصمة أنقرة و منطقة كارس ، و هي ثاني أكبر محافظات تركيا ، تبلغ مساحتها حوالي 28.129 كم2 ، و عدد السكان فيها يبلغ 638.956 نسمة ، و بالتالي فإن الكثافة السكانية في سيواس تبلغ 23 نسمة/كم2 ، و في آخر بيان إحصائي أصدرته دائرة الهجرة في تركيا حول عدد الأجانب الحاصلين على الإقامة فيها عام 2021 ، كان نصيب سيواس من المقيمين الأجانب حوالي 1056 مقيم أجنبي .
المناخ في سيواس مناخ قاسٍ نسبياً ، حيث الصيف حار و جاف ، و الشتاء شديد البرودة و مثلج .
تكمن أهمية سيواس على المستوى المحلي في كونها مركز وصل بين شمال تركيا و جنوبها ، و مركزاً لتقاطع العديد من السكك الحديدية المختلفة ، إضافة إلى أنها تمد تركيا بالعديد من المنتجات الصناعية و التجارية الهامة ، أما على المستوى الدولي فهي مركزاً تجارياً يربط بين الجهات الجنوبية و الشمالية و الغربية و الشرقية إلى العراق و إيران .
يعتمد اقتصاد سيواس بشكل رئيسي على الزراعة و السياحة ، إذ تشتهر بزراعة الحبوب ، و القطن ، بالإضافة إلى وجود الصناعة و خاصة في الآونة الأخيرة ، إذ يكثر في أراضيها عنصر الحديد الخام ، و بالتالي صناعة السكك الحديدية ، و مواد أخرى معتمدة عليه أيضاً ، بالإضافة إلى الصناعات التقليدية الأخرى كالسجاد المحلي ، و المنسوجات الصوفية .
تضم سيواس العديد من المعالم السياحية التي تجسد فن العمارة السلجوقية الذي يعود إلى القرن الثالث عشر .
كما تشتهر بالمدارس الإسلامية كمدرسة الأزرق التي بنيت عام 1218م ، و صُورت على وجه الورقة النقدية التركية من فئة 500 ليرة عام 1927-1939 .
كم توجد مدرسة Sifaiye Madresesi التي بنيت عام 1271 ، و التي تتميز بواجهتها المنحوتة .
و هناك أيضاً متحف سيواس الإثنوغرافي الذي تم تشييده عام 1892 بداية كمدرسة على يد محمد مظلوم باشا حاكم سيواس آنذاك ، و في عام 1919 تم استخدام المبنى كمقر للقوميين الأتراك ، و كانوا يجتمعون فيه و يقيمون المؤتمرات و الاجتماعات لحرب استقلال تركيا ، و اتخذه مصطفى كامل أتاتورك و أصدقاؤه كملجأ حتى رحيلهم إلى أنقرة في كانون الأول "ديسمبر" 1919م ، و بعد ذلك عاد استخدام المبنى كمدرسة حتى 1984م ، ثم رُمم و أُعيد فتحه كمتحف و قاعة للمؤتمرات على يد الرئيس التركي كنعان ايفرن آنذاك ، و يجسد هذا المبنى جمال العمارة العثمانية ، و يتألف من ثلاثة طوابق ، الأرضي الذي يضم المكتبة ، و المخزن ، و غرفة التصوير ، و الثاني الذي يضم المتحف الإثنوغرافي ، و يشتمل على عدة غرف و التي تحتوي كل غرفة منها تشكيلة من القطع الأثرية ، فواحدة مخصصة للأسلحة ، و أخرى لعرض اللوحات ، و العملات الأثرية ، و فنون الخطوط ، و غرفة للخشب والسجاد المحلي، و الطابق الثالث يضم قاعة المؤتمرات .
كما نجد في سيواس أيضاً متحف سيواس الأثري الذي افتُتح حديثاً في نيسان "إبريل" من عام 2009م من قبل حكومة سيواس ، من أجل حماية الآثار القيمة الموجودة في تركيا عامّة و في سيواس خاصّة ، على اعتبارها موطناً لعدة حضارات سابقة ،و يعتبر هذا المتحف أكبر متحفاً أثرياً في وسط الأناضول ، و يحتوي على تشكيلة كبيرة من القطع الأثرية ، و من بينها القطع التي وجدت بعد التنقيب في المناطق التي استوطنها الحيثيون .
كما يوجد هناك حمام الرصاص أكبر حمامات سيواس ، و سمي كذلك لاحتوائه على الرصاص ، و هو مبنى ضخم مع عدد من القباب ، و قد استُخدم كمخزن و مستودع للملح لمدة تصل إلى 30 عام ، ثم رُمم كحمام ، و يتألف من قسمين ، قسم للرجال و قسم للنساء .
كما نجد في سيواس المسجد الكبير الذي يعد من أهم المعالم التاريخية و الدينية فيها ، و من أقدم المساجد التي بنيت هناك ، إذ تم بناؤه عام 1228م على يد توران على طراز العمارة العثمانية ، و هو ضمن لائحة اليونسكو للتراث العالمي .
يتكون المسجد من واجهة بشكل مثلث ، و محراب ، و يوجد جانبه ضريح له قبتين ، و مستشفى علاجية ، و يمكن الدخول إليه عبر ثلاثة أبواب حجرية مقابلة لواجهاته الغربية ، و الشرقية ، و الشمالية ، و يتميز المسجد بطريقة بنائه المميزة ، حيث رُكبت و ثُبتت قطع حجارته بالنتوءات الموجودة فيها من دون استخدام الطين أو أي مواد مثبتة أخرى ، و تتميز كذلك جدرانه الداخلية بالزخارف العثمانية الكثيفة ، والعديد من الآيات القرآنية أيضاً .
كما تكثر في سيواس العيون المعدنية التي تمتاز ماؤها بصفة علاجية لأمراض الصدفية و البهاق ، و يأتي إليها المرضى و السياح من أوروبا الشمالية سنوياً ، و تحتوي الأحواض المائية على نوع من أنواع السمك الطبي الذي يأكل البثور الجلدية و ينظف الجروح ، و يتم شفاء هذه الأمراض الجلدية خلال أسبوع واحد ، و قد أشرفت وزارة الصحة التركية على إنشاء مجمع صحي مزود بأطباء من جميع الاختصاصات ، و تقع هذه المراكز الصحية في كانكال التابعة لولاية سيواس ، و قد تم استغلال هذه المنطقة سياحياً ، فانتشرت فيها الفنادق المجهزة لاستقبال المرضى و السياح من داخل و خارج تركيا ، و بجوار هذه المنطقة العلاجية هناك أيضاً مركز يعالج مرضى ( داء الفيل ) بواسطة لدغات أفاعٍ غير سامة تمتص مسببات الداء ، و يتم الشفاء منه خلال أيام .