محافظة سينوب هي إحدى محافظات شمال تركيا ، تقع على البحر الأسود ، تبلغ مساحتها 5.862 كم2 ، و عدد السكان فيها حوالي 216.460 نسمة ، و بالتالي فإن الكثافة السكانية فيها 37 نسمة/كم2 ، و في آخر بيان إحصائي أصدرته دائرة الهجرة في تركيا حول عدد الأجانب الحاصلين على الإقامة فيها عام 2021 ، كان نصيب سينوب من المقيمين الأجانب حوالي 528 مقيم أجنبي .
بالنسبة لاسم سينوب فيُعتقد أنه يمتد لآلاف السنين ، وأقدم اسم لها هو "سينوبي" ، و يقال أنه اسم مؤسستها و هي إحدى ملكات الأمازون ، و في رواية أخرى يقال أن إحدى حوريات إله الأنهار اليوناني أسوبوس هي من قامت بتأسيس سينوب ، و أعطتها اسمها .
على الرغم من أن الأراضي القابلة للزراعة قليلة و لا تزيد مساحتها عن 200.000 هكتار في سينوب ، إلا أن 80% من أهلها يعملون بالزراعة ،و يعتمد اقتصاد سينوب على مصايد الأسماك ، و الغابات ، و تربية الحيوانات ، و الزراعة الحقلية ،
و يتخذ أهل سينوب الصيد في البحر الأسود مصدراً رئيسياً للمعيشة .
الزراعة هناك ليست متطورة بشكل كبير ، إلا أنها تلبي حاجات السكان من الخضار و الفواكه ، و بالأخص الفواكه التي لها مكانة مهمة جداً هناك ، كالكستناء ، و الكرز ، و الكمثرى ، و التوت البري ، و المشمش ، و المنتجات الزراعية الرئيسية هناك هي القمح ، و الأرز ، و الذرة ، و الفول ، و الشوندر السكري و التبغ .
و بالنسبة للصناعة في سينوب فإنها لم تتطور لأسباب منها خشونة أراضيها ، و عدم كفاية الطرق السريعة ، و صعوبة النقل ، و عدم كفاءة ميناء سينوب مقارنة بموانئ بقية المدن .
و بالنسبة للسياحة في سينوب ، فنجد المواقع الأثرية التاريخية ، ذات الماضي العريق و المتميز ، و من مختلف الحقب الزمنية و الدينية ، و من أهم هذه المعالم السياحية نجد " قلعة سينوب " التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن السابع قبل الميلاد ، و كان الهدف الأساسي من إنشائها هو بقصد حماية المدينة من الأعداء ، تحتوي القلعة على أسوار عديدة ، و تعتبر من أقدم السجون التاريخية في تركيا ، و أعلاها يوجد مقهى ، يتميز بإطلالة رائعة على معالم المدينة .
كما نجد " كنيسة بالاطالار " و التي تم تصنيفها من ضمن أهم المراكز الدينية التي دعمت السياحة في سينوب ، كانت تستخدم قديماً كمسرح و حمام في العصر الروماني ، و تم تحويلها إلى كنيسة في الفترة البيزنطية ، تضم هذه الكنيسة لوحات جدارية ثمينة و ذات قيمة دينية عالية .
و من أهم العالم السياحية الدينية كذلك " جامع علاء الدين كيكوباط " الذي بُني في العهد السلجوقي بعد أن تم افتتاح المدينة في عهد السلطان السلجوقي الأناضولي عز الدين كيكاوس سنة 1214 م ، على يد علاء الدين كيكوباط و سمي باسمه ، و هو عبارة عن مجمع يحتوي على مدرسة ( بريفانة ) ، و حمام تركي ، و نُزل ، و فناء فيه نافورة جميلة ، و في إحدى الزوايا نجد قبر أبناء إسفانديار استخدم كمتحف منذ سنة 1932م حتى سنة 1970م ، و سمي بالمسجد الكبير ، والمدرسة التي تتضمنه مرفق من مرافق السياحة و الثقافة ، كما يوجد فيه سوق للأعمال الفنية التقليدية .
و بالإضافة إلى المعالم السياحية التاريخية و الدينية ، نجد في سينوب أيضاً أماكن طبيعية دعمت السياحة هناك ، مثل الأنهار و الشلالات هناك ، و الكهوف الطبيعية ، و ثاني أكبر غابة صنوبر ، و من هذه المعالم " البحيرة البيضاء " البحيرة الصناعية المحاطة بأشجار الصنوبر ، و يمتد شاطئ هذه البحيرة حوالي 20 متراً، و تجمع بين الهدوء و الخضرة و تعد مكاناً مثالياً للتخييم ، و بعيد عنها حوالي 6 كم نجد كهف ( اينالتو ) ، و حولها العديد من الحدائق و أبرزها الحديقة الوطنية .
و هناك أيضاً " شلالات أرفالك " ، أهم مصادر الجذب السياحي في سينوب ، و التي تضم 29 شلالاً طبيعياً فريداً من نوعه ، و تقع هذه الشلالات في قرية ( تتلجا ) و تبعد 42 كم عن مركز المدينة ، و تنظم إليها رحلات سياحية و رحلات صيد .
كما نجد " شاطئ كاراكوم " المفضل للسياح من محبي الحمامات الشمسية بما فيه من خدمات سياحية كالملاعب الشبكية ، و أماكن الاستحمام ، و حصل على اسمه هذا من رماله السوداء التي تغطيه .
و لا بد من التنويه إلى أن مؤشر السعادة و الصحة بين الولايات التركية هو الأعلى في سينوب ، إذ نشرت هيئة الإحصاء التركية تقريراً مفصلاً حول استطلاع رأي أجرته في كل تركيا ، و بحسب التقرير ، نسبة الأفراد الذين قالوا أنهم سعداء في تركيا هم 59% ، و سينوب حلت في المرتبة الأولى بنسبة 77.7% .