Skip to main content
سكاريا

تقع سكاريا شمال غرب تركيا على سواحل البحر الأسود ، و تبلغ مساحتها حوالي 4.821 كم2 ، و يصل عدد السكان فيها إلى 1.029.650 نسمة ، و تبلغ بذلك الكثافة السكانية فيها حوالي 214 نسمة/كم2 ، و في آخر بيان إحصائي أصدرته دائرة الهجرة في تركيا حول عدد الأجانب الحاصلين على الإقامة فيها عام 2021 كان نصيب سكاريا من المقيمين الأجانب حوالي 12.280 مقيم أجنبي .

تتأثر سكاريا بالمناخ شبه الاستوائي الرطب ، فيكون صيفها حاراً و رطباً ، و شتاؤها بارداً و رطباً ، و تتساقط الثلوج بين شهر ديسمبر" كانون الأول" ، و شهر مارس "آذار" .

تستمد سكاريا اسمها من نهر سكاريا الذي يمر من قسمها السفلي و يصب في البحر الأسود ، و يذهب البعض إلى رواية أخرى و هي أن الاسم آتٍ من الملكة التي حكمت المنطقة في القرنين الثالث و الرابع قبل الميلاد .

إن الاقتصاد في سكاريا معتمد على الزراعة و الصناعة بشكل رئيسي ، فنجد أن الغالبية العظمى هناك تعمل في الزراعة و بنسبة 65% من السكان ، و 15% يعملون في الصناعة ، و 20% يعملون في المجالات الأخرى المختلفة .

إن ما أدى لجعل سكاريا قوية زراعياً هو انتشار السهول الخصبة ، فيتم فيها زراعة مجموعة من المنتجات الزراعية ، و أهمها : القمح ، و الذرة ، و الشوندر السكري ، و البطاطا ، و عباد الشمس ، و الشعير ، و الفول ، و البصل ، و التبغ .
و بالنسبة لزراعة الخضروات ، فإن سكاريا تلبي احتياج اسطنبول من الخضروات ، و يزرع فيها كافة أنواع الخضروات الصيفية و الشتوية ، و فيما يتعلق بالفواكه ، نجد في سكاريا ، التفاح ، و الكمثرى ، و الخوخ ، و الكرز ، و السفرجل ، و الكستناء ، و العنب ، و الفراولة .

و إذا جئنا لنتكلم عن الصناعة فإن موقع سكاريا بالقرب من البحر و إسطنبول تحديداً ، أدى لجعلها متقدمة صناعياً ، و قد لوحظ التطور الاقتصادي فيها مع بناء سكة حديد الأناضول في نهاية القرن التاسع عشر ، و في أوائل خمسينيات القرن العشرين ، بدأت مصانع فاغن و السكر بالعمل ، و زادت سرعتها مع استثمارات القطاع الخاص في نهاية 1960 ، مما أدى لجعلها نشطة جداً بعد عام 1970 م .
و في وقتنا الحالي ، تعد سكاريا من المدن الصناعية الكبيرة ، و التي توجد فيها الكثير من الصناعات القوية جداً مثل : عجلات السيارات ، والمطاط ، والبلاط ، والرخام ، والطوب ، والأنابيب ، والأسلاك ، والسكر ، والنشاء ، والزيت ، والعلف الحيواني .

و إلى جانب الزراعة و الصناعة نجد سكاريا تجمع بين التراث العثماني القديم و التي تشهد عليه الكثير من الآثار التاريخية من جهة ، و التطور العمراني و الحضاري الملحوظ من جهة أخرى ، ما أدى لجعلها ذات طابع سياحي كذلك ، فنجد فيها معالم سياحية عديدة تشكل عوامل جذب سياحي ، و من أهم هذه المعالم نجد : بحيرة سبانجا ، التي يبلغ طولها حوالي 16 كم ، و تتمتع بجمال بديع بين الجبال ، و تتيح للسياح القيام ببعض الأنشطة ، كركوب الأمواج ، و التزلج على الماء ، و ركوب القوارب و السباحة ، إضافة لوجود أماكن مثالية للتخييم .

و نجد كذلك نهر سكاريا أحد أشهر الأماكن الجاذبة للسياح ، و الذي يبلغ طوله حوالي 400 كم ، و هو واحد من أطول أنهار تركيا ، ينبع من وسط الجبال ، وتحيط به أشجاراً خضراء كثيفة ، و نباتات مورقة في منظر و كأنه لوحة فنية .

إضافة إلى ذلك ، تمتلك سكاريا عدداً كبيراً من المرتفعات الشاهقة ، و التي تجذب السياح من شتى الأماكن من أجل التمتع برؤية المدينة بأكملها من الأعلى ، و من هذه المرتفعات نجد : أسيل ، و كوزيايلا ، و كاراغول ، و سيغديم ، و هضاب سوجوتشاك ، و قمة كيركالي التي تسمى قمة المدينة ، و تقع على جبل كيركالي أعلى جبل في سكاريا .

و نجد في سكاريا منطقة كوزلوك ، إحدى أجمل و أهم أماكن السياحة في سكاريا ، حيث إلى جانب استقطابها للسياح من أجل الاستجمام فيها ، فهي تحتوي على ينابيع حارة تدعم السياحة العلاجية فيها ، إذ يستخدمها السياح من أجل الشفاء من أمراض عديدة ، و تعد أشهر أماكن السياحة العلاجية في تركيا .

و  لا نستطيع نسيان شواطئ سكاريا المطلة على البحر الأسود ، و التي تعد مكاناً مثالياً للزوار من السائحين أو السكان المحليين ، إذ تتيح للزائرين الاستجمام و السباحة في المياه الشفافة ، و التخييم ، و ركوب الأمواج ، و ممارسة الألعاب الرياضية الشاطئية فوق الرمال الناعمة .

و هناك مركز كارتيبي للتزلج الذي يعد من أهم أماكن السياحة في تركيا ، و يبلغ طوله 1.650 كم ، و معنى اسمه هو قمة الثلج ، و هو من المناطق المحببة لمحبي التزلج ، كما يتيح للزائرين ركوب التلفريك و خوض تجربة ممتعة .

و من المعالم التاريخية هناك نجد جسر جستنيان الذي بُني قبل ألف وخمسمئة عام في عهد الإمبراطور جستنيان الأول فوق نهر سكاريا ، و يبلغ طوله حوالي 350 متراً  ، كان الجسر يربط بين القسطنطينية، عاصمة الإمبراطوريّة البيزنطيّة، والمقاطعات الشرقيّة .
و نجد كذلك قلعة هارمنتيب التي تقع شمال المدينة على تلة مرتفعة حتى تكشف الإطلالات الرائعة من حولها ، ويعود بناؤها للقرن الثاني عشر الميلاديّ ، على يد البيزنطيين كمحاولة منهم لإيقاف الغارات التركية على نهر سكاريا ، تحمل هذه القلعة شيئاً من رائحة الماضي ، و هذا ما يتجسد في أبوابها ، وجدرانها القديمة ، و التفاصيل الأخرى المثيرة للإعجاب فيها .

و واحد من بين أغرب الأماكن السياحية في سكاريا هو " متحف الزلزال " الذي تم إنشاؤه في عام 2000 م ، بعد حدوث الزلزال الذي دمر بعض المدن التركية ، و توجد فيه معلومات هامة عن الزلزال ، و التي تُعرض على شكل مجسمات و لوحات واقعية تبين الأحداث التي جرت في تلك الفترة ، كأسباب هذا الزلزال ، و آثاره ، و مستوياته المختلفة ، كما توضع فيه صوراً للدمار الناتج عن الزلزال .

سكاريا,