محافظة شانلي أورفة ، أو فقط أورفة هي محافظة تقع في جنوب شرق تركيا ، تبلغ مساحتها 19.091 كم2 ، و يبلغ عدد سكانها 2.155.211 نسمة ، و تبلغ بذلك الكثافة السكانية فيها 113 نسمة/كم2 ، و هي تعد في المرتبة الثامنة كأكثر المدن ازدحاماً في تركيا ، و حسب البيان الإحصائي الذي أصدرته دائرة الهجرة في تركيا عام 2021 عن عدد المقيمين الأجانب في الولايات التركية ، كان نصيب أورفة 5928 مقيماً أجنبياً .
أطلق على هذه الولاية عدة أسماء مثل "أور" و "الرها" ، و هو الاسم الذي عرفت به في التاريخ العربي ، و "ريها" بالكردي ، و "أورهاي" بالسرياني ، و بين المواطنين "أورفا" ، و بعد تأسيس الجمهورية التركية أُضيف اسم " شانلي " أو " المجيدة" نظراً للدور الذي لعبته خلال حرب الاستقلال التركية في عشرينيات القرن العشرين ، و استقر اسمها على " شانلي أورفة" .
تعتبر بعض المصادر أن شانلي أورفة مدينة ميلاد و حياة النبيين ابراهيم الخليل و أيوب عليهما السلام ، و هناك كثير من المعالم التي تبين مكوث سيدنا ابراهيم فيها ، وأن يعقوب عليه السلام عاش و تزوج فيها ، كما يوجد ضريح في أحد الكهوف يُعتقد أنه لنبي الله أيوب ، و هذا كله سبب لتسمية الأتراك لها بـ "مدينة الأنبياء".
تتمتع شانلي أورفة بمناخ البحر الأبيض المتوسط ، و تكاد الأمطار تكون معدومة في فصل الصيف ، و رطبة باردة في الشتاء ، و خلال الربيع و الخريف يكون مناخ المدينة معتدلاً و رطباً .
إن المصدر الرئيسي للدخل و الاقتصاد هي الزراعة ، و تربية المواشي ، و الصناعة ، حيث تتمتع بتربة خصبة تساعد في زراعة العديد من المزروعات التي من غير الممكن زراعتها في مكان آخر كالفستق و هي ثاني أكبر مصدرة للفستق في تركيا ، و القطن ، و العدس ، و البقوليات بشتى أنواعها ، و في السنوات الأخيرة تطورت طرق الري في المدينة فأُتيح لهم زراعة الذرة بجودة عالية ، و كمثيلاتها من المدن الشرقية فهي تشتهر بزراعة الباذنجان و الطماطم و الفليفلة أيضاً .
و بالنسبة للصناعة بدأت الولاية تدريجياً بتطوير نفسها خلال آخر 15 سنة ، فبدأت تبنى معامل النسيج و الخيوط ، و أصبحت المدن الصناعية تتقدم تقدماً ملحوظاً في الصناعة هذه الأيام .
كما تشتهر أورفة بتربية المواشي كالماعز ، و الخراف ، و يقومون بصناعة السمن و الجبن من حليب الماعز الصافي ، و في منطقة "سيفاراك" يشتهرون بجبنة الماعز .
بالنسبة للسياحة ، فإن أورفة ذات تاريخ غني و ذات طابع و تاريخ معماري عظيم ، الأمر الذي جعلها من أهم و أفضل الأماكن التركية التي تجذب السياح ، و من أبرز معالمها السياحية ، بركة السمك المقدسة و التي ترجع شهرتها إلى قصة مميزة إذ يقال أنه عندما حاول النمرود حرق سيدنا ابراهيم عليه السلام فأشعل فيه النار فأمر الله عز وجل النار أن تكون برداً و سلاماً على ابراهيم فتحولت النار إلى هذه البركة ، و الحطب تحول إلى سمك ، و يقال أن من يلمس هذه الأسماك أو يقتلها فإنه يصاب بأذى ، و إلى جانب البركة نجد مسجد خليل الرحمن الذي بني عام 1300 م على يد شقيق صلاح الدين الأيوبي ، و إلى جانبه توجد مدرسة خليل الرحمن التي بنيت لافي عهد الدولة العثمانية ، و على الضفة الأخرى توجد يوجد جامع الرضوانية بأعمدته و أقواسه الجميلة .
و أيضاً من أشهر و أقدم العالم السياحية هناك نجد " حران " و هو خان مميز و قديم جداً إذ تم بناؤه سنة 2000 قبل الميلاد ، ليجعلوا منه مركز للقوافل التجارية.
كما يوجد فيها الكهف الذي يقال أن سيدنا أيوب قضى فيه حياته كلها حيث أُصيب بالمرض و بات غير قادر على الحركة و برغم ذلك بقي مخلص لله عز و جل في عبادته ، و في يوم من الأيام ضخ الله تعالى الماء الشافي فاغتسل فيه سيدنا أيوب و عاد لحياته الطبيعية و رُزق بالذرية الصالحة و عاش في ذات الكهف حتى توفاه الله فيه ، بقي الكهف و سُمي بـ " مقام سيدنا أيوب عليه السلام " و فيه لا يزال الماء الشافي مستمر بالتدفق ، و يزوره الكثير من السياح ليشربوا الماء و يتباركون بها .
نجد كذلك في أورفة قلعة " شانلي أورفة " و التي تعتبر من أقدم و أهم القلاع في تركيا ، بُنيت في العصور القديمة و هي إحدى الصروح التاريخية و العمرانية التي تقف شاخصة في هذه المدينة .
و في أورفة افتتحت وزارة السياحة و الثقافة أكبر متحف آثار و فسيفساء في تركيا ، تبلغ مساحته حوالي 34 ألف متر مربع ، و يضم آثار نادرة لا مثيل لها ، و مجموعة واسعة من المصنوعات اليدوية ، و أصبح هذا المتحف أحد أهم المتاحف في أوروبا نظراً لبنائه ، و محتوياته القيمة و الفريدة.