و هي إحدى محافظات البحر الأسود ، و تقع شمال شرق تركيا ، و تبلغ مساحتها حوالي 3.792 كم2 ، و عدد السكان فيها حوالي 365.938 نسمة ، فتبلغ بذلك الكثافة السكانية 97 نسمة/كم2 ، و في آخر بيان إحصائي أصدرته دائرة الهجرة في تركيا حول عدد الأجانب الحاصلين على الإقامة فيها عام 2021 كان نصيب ريزا من المقيمين الأجانب حوالي 1.075 مقيم أجنبي .
المناخ السائد في ريزا هو مناخ شبه استوائي رطب ، حيث الأمطار تدوم طيلة السنة ، مع اعتدال في الحرارة ، إضافة لوجود عواصف دائمة بسبب وقوعها على البحر الأسود .
سميت ريزا بهذا الاسم بسبب وجود العديد من السلاسل الجبلية التي أطلق عليها الإغريق قديماً اسم ريز ، إلى أن تمت فيما بعد تسميتها بـ "ريزا" ، و يذهب آخرون أن الاسم آتٍ من الاسم اليوناني و الذي يعني "تنورة الجبل " .
تشتهر ولاية ريزا بزراعة الشاي ، و الذي يعد المصدر الرئيسي لاقتصاد الولاية و بحسب مسؤولين محليين ، تنتج ريزا حوالي 65% من إجمالي الإنتاج في تركيا و قد أطلق عليها لقب " مدينة الشاي " نتيجة لشهرتها بزراعة الشاي و تصديره ، و يلي ذلك مزارع النحل و صيد الأسماك ، و مؤخراً بدأت السياحة تلعب دوراً هاماً في اقتصاد ريزا ، حيث تستقبل سنوياً حوالي 800 ألف سائح وفق إحصاءات حكومية ، و ذلك لأنه مؤخراً عملت سلطات الولاية على العديد من المشاريع ، ولا تزال تعمل من أجل جذب أعداداً أكبر ممكن من السياح .
تضم ريزا العديد من المعالم السياحية الجميلة و التي تستقطب أعداداً من السياح ، و نذكر منها : حمامات أيدر الطبيعية التي تقع في وديان جبل أيدر ، و تتميز بوقوعها ضمن مشهد رائع من الطبيعة الخضراء ، و تحتوي على مياه معدنية دافئة ينصح بها أطباء الجلد مرضى الأمراض الجلدية والعظمية للتعافي أو المُعافين من أجل الوقاية .
و قرية أيدر التي تعد من أجمل أماكن السياحة في تركيا ، فهي مكان الجمال المناسب للاستجمام ، بوجود الطبيعة الخضراء الملامسة للغيوم.
كما نجد هناك القلعة ، قلعة ريزا و التي تعد من أشهر المعالم السياحية في ريزا ، وتقع جنوب غرب مركز مدينة ريزا ، و تتكون من قسم داخلي و آخر سفلي ، ولم يبق من القسم السفلي إلا بعض أجزاء من السور الموجود في الجهة الغربية ، ترتفع القلعة الداخلية 150 متراً فوق مستوى سطح البحر ، وأما عن مدخل القلعة فهو عبارة عن نفق يوصل إلى فناء يؤدي إلى باب آخر حيث القلعة خلف الجدار المحيط بها ، كما تضم القلعة خمسة أبراج نصف دائرية ، وقد جرى ترميم هذه القلعة مؤخراً من أجل لفت نظر السياح إليها .
إضافة إلى ذلك ، نجد شلالات " جالين تولو " التي تشكل لوحة فنية في قلب الطبيعة الخضراء ، حيث الغابات الكثيفة المليئة بأشجار الصنوبر والبلوط وغيرها من الأشجار الرائعة ، وحيث تتدفق المياه من جبال أيدر لتصب في حمامات أيدر ، مما يجعل هذه الشلالات فريدة من نوعها ، فمصدر مياهها هو المياه الكبريتية التي تتدفق من باطن الجبال ، الأمر الذي يجعل مياهها دافئة و ملائمة للسباحة كذلك .
و نجد كذلك جبال ريزا ، إذ تضم ريزا سلاسل جبلية شهيرة حيث يأتي الناس من أجل السياحة ، و قضاء أوقات ممتعة ، ومنها "جاي ماكجور" وهي جبال مُخصصة لممارسة تسلق الجبال ، فهي من أفضل الأماكن الملائمة لمحبي هذه الرياضة ، كما نجد منتزه كاشكار الذي يقع في سلسلة جبلية ممتدة من جبال البحر الأسود ، ويقع القسم الأول منه داخل حدود ريزا ، والقسم الثاني داخل حدود ولاية ارتفين .
كما تعد مرتفعات أيدر من أجمل الأماكن السياحية في تركيا ، ويحتوي الطريق المؤدي إليها على الكثير من الشلالات الطبيعية والغابات و تتوزع العديد من المطاعم على جانبيه ، كما أنها بالإضافة إلى ذلك تتميز بوجود الثلوج المتراكمة و التي يمكن رؤيتها حتى في فصل الصيف ، و بإطلالة رائعة على الوديان والسهول والجبال المجاورة ، الأمر الذي يضيف للمكان سحراً خاصاً .
و في ريزا أيضاً هناك قمة " تشاغران كايا " و التي تعد من أكثر الأماكن السياحية شهرة في الشمال التركي ، حيث تجد هناك كل الإثارة و الجمال و كذلك الاسترخاء على قمة تقع على ارتفاع 2.000 متر من مستوى سطح البحر ، تتلون بالأخضر في كل من فصلي الصيف و الربيع ، و أما في الشتاء فيلونها الثلج باللون الأبيض .
تحتوي هذه القمة على منازل موزعة فيها ، وتعتبر أكثر الأماكن المناسبة للتخييم ، أو الإقامة فيها من خلال استئجار أحد الأكواخ الخشبية هناك ، والاستمتاع لبعض الوقت في حضن الطبيعة .