و هي إحدى محافظات تركيا و تقع في منطقة إيجه ، تبلغ مساحتها 12.119 كم2 ، و عدد سكانها 596.827 نسمة ( 294.488 من الذكور ، 302.339 من الإناث ) ، فتبلغ الكثافة السكانية فيها بذلك 50 نسمة/كم2 ، و في آخر بيان إحصائي أصدرته دائرة الهجرة في تركيا حول عدد الأجانب الحاصلين على الإقامة فيها عام 2021 ، كان نصيب كوتاهيا من المقيمين الأجانب حوالي 2.419 مقيم أجنبي .
لكوتاهيا ماضٍ يمتد إلى أكثر من 5.000سنة ، و لعل من أهم ما يميزها الخزف و الفخاريات العثمانية ، حيث يمتد تاريخ الخزف فيها إلى الحضارات القديمة، والميزة الأخرى لها ، كما تتميز كوتاهيا بمياهها المعدنية الشافيّة .
و أما عن المناخ فيها ، فإنها تُظهر ميزة انتقالية بين المناخ البارد في وسط الأناضول والمناخ الدافئ في مرمرة وبحر إيجه ، و وفقاً للملاحظات اليومية التي تم إجراؤها على مدى الثلاثين عاماً الماضية ، لا تهب رياح قوية جداً في كوتاهيا ، والرياح السائدة في الشتاء تكون من الجنوب وفي الصيف تكون من الشمال .
يعتمد اقتصاد كوتاهيا على الزراعة والصناعة ، و يعمل 70٪ من سكانها في الزراعة وتربية الحيوانات والغابات والصيد وصيد الأسماك ، و يتم الحصول على 30٪ من الناتج الإجمالي من الزراعة إذ تنمو المحاصيل المختلفة في السهول الخصبة للولاية ، و يعمل حوالي 20٪ من السكان في صناعات التعدين والتصنيع والبناء ، كما نلاحظ حدوث تطورات مهمة في مجالات التعدين وتوليد الطاقة والصناعات التحويلية .
تُزرع معظم الحبوب في سهول كوتاهيا الخصبة، و 90٪ من مساحات الزراعة مخصصة لزراعة الحبوب ، و يحتل القمح المرتبة الأولى والشعير يأتي في المرتبة الثانية ، كما تم تحسين زراعة الخضار والفاكهة ، و المنتجات الزراعية الرئيسية هناك هي القمح والشعير والذرة والبقوليات كالحمص والفاصوليا والفول ، و البطاطا ، و البصل ، وبنجر السكر وألياف و بذور القنب والعلكة ، وبذور الخشخاش ،كما يتم زرع عباد الشمس ، تُزرع كذلك الخضروات مثل الطماطم والباذنجان والفلفل والملفوف .
زراعة الفاكهة متطورة أيضاً في كوتاهيا ، إذ تشتهر بزراعة الكرز و يحتل عدد أشجار الكرز المرتبة الثالثة في تركيا ،كما يزرع فيها التفاح والكمثرى والخوخ والجوز والكستناء والفراولة والبطيخ ، و يعتبر استخدام الأدوات الزراعية الحديثة والأسمدة الصناعية أمراً شائعاً ، و ذو أهمية في تطوير الزراعة .
و بعد الزراعة تأتي الثروة الحيوانية ، و في المناطق الجبلية ، يكسب الناس رزقهم من تربية الحيوانات إذ يتم تغذية معظم الماشية إلا أنه و بالرغم من ذلك نجد أنه مع تناقص المروج والمراعي ، يتناقص عدد الحيوانات ، كما نجد في كوتاهيا حوالي 20 ألف خلية نحل ، كما تتطور تربية الدواجن والأرانب بشكل ملحوظ .
و بالنسبة للصناعة في كوتاهيا نجد أنها تتطور بشكل سريع في طريقها إلى التصنيع ، و يقترب عدد أماكن العمل التي توظف أكثر من 10 عمال من 100 مكان ، و عدد أماكن العمل التي توظف أقل من 10 عمال تقترب من 1.200 مكان .
أول مؤسسة صناعية كبيرة في كوتاهيا هي مصنع السكر ، الذي تم إنشاؤه عام 1954 ، كما بدأت مصانع مشاريع النيتروجين ، وهي واحدة من أكبر منشآت الصناعة الكيميائية في تركيا ، عملها في عام 1961 .
تعد كوتاهيا من أقدم المدن في تركيا ، و تمثل وجهة سياحية هامة للزوار من كل مكان ، الذين يرغبون في التعرف على صناعاتها ، و تاريخها ، و أماكنها السياحية الجميلة ، و من أبرز هذه المعالم نجد : القلعة ، قلعة كوتاهيا التي تقع في منطقة هيسارتيبي ، و التي كانت تستخدم للسكن منذ العصور القديمة ، و حتى الآن ، و تضم هذه القلعة 70 برجاً ، و تتكون من ثلاثة أجزاء ، و تحتوي على نافورتين و ثلاثة مساجد ، و يمكن أن نعد هذه القلعة من التحف الخالدة التي تميز كوتاهيا .
كما تتميز كوتاهيا بوجود العديد من الينابيع الساخنة التي تشتهر بقدرتها العلاجية للكثير من الأمراض كأمراض العظام ، و الأمراض الروماتيزمية ، و الأمراض الجلدية ، هذه الينابيع تناسب كل محبي السياحة العلاجية ، و خاصة المصابين بهذه الأمراض ، و من أكبر و أشهر هذه الينابيع " إيميت كاريناجا " ، كما يعد " نشا " من أشهر الينابيع أيضاً و التي تشتهر بعلاج توتر الأعصاب ، و أما " غيدير مراد ياغي " فيعد من الينابيع الهامة في المدينة و المخصصة لعلاج الأمراض النسائية و العصبية .
و نجد " جورال هارليك " أحد أكبر المنتجعات السياحية في كوتاهيا ، و التي تضم مركزاً للمياه الحرارية و مسبحاً داخلياً ، إضافة إلى قاعة تدليك و عناية بالبشرة .
كما توجد قرية يونجالي أشهر و أهم المنتجعات السياحية التي تحتوي كذلك على مياه حرارية ذات خصائص علاجية ، و تشتهر مياهها بعلاج أمراض العظام و المفاصل و روماتيزم الأنسجة الرخوة ، و ذلك عن طريق جلسات يحددها الطبيب المعالج ، فضلاً عن منتجع " إينال " الذي يتميز بخصائص علاجية لعلاج أمراض البشرة ، و الأمراض النسائية ، و تجتهد وزارة السياحة في تركيا في الاهتمام بكل تفاصيل السياح الوافدين إلى المدينة من خلال تأمين أطباء متخصصين في العلاج الطبيعي من أجل الإشراف على المرضى وتوجيههم و إرشادهم أثناء تلقي العلاج في مياه الينابيع الساخنة ، الأمر الذي يزيد من اطمئنان و راحة الزوار .
وتضم كوتاهيا معبد زيوس ، ويقع في مدينة آيزانوي الأثرية في "جودار حصار" جنوبي كوتاهيا ويحظى المعبد سنوياً بحوالي 60 ألف سائح محلي وأجنبي .
و يوجد بجوار المعبد مسرحاً يحتوي على 15.000 مقعداً ، وملعباً يتسع لـ 13.500 شخصاً ، ويعتبر أول مبنى تبادل تجاري معروف في العالم .
و في مدينة آيزانوي الأثرية التي بُنيت في العهد الروماني نجد أيضاً حمّامان ، وثالث من الموزاييك ، وشارع محاط بالأعمدة، وجسر تاريخي، وساحة لإقامة القداس، وسد تاريخي، وقنوات مياه، وأبواب.
إضافة إلى ذلك نجد برج الساعة التاريخي الذي يعتبر من الإرث العثماني للمدينة ، و يعتبر من أقدم النصب المعمارية التي قام ببنائها السلاطين العثمانيين ، و يحمل هذا البرج العديد من المظاهر التاريخية و الثقافية ، و يتوسط ميدان مركز المدينة و هو واحد من أهم الوجهات السياحية اليوم .
و بالنسبة للمتاحف هناك نجد متحف ميزيك تشامي ، و هو متحف في الهواء الطلق و مخصص لمعروض واحد فقط و هو جذع شجرة عملاق ، لأقدم شجرة صنوبر في تركيا و في العالم ، و هي شجرة محمية و ضمن التراث العالمي ، كما يوجد متحف تشيني للخزف الصيني ، و هو أول متحف صيني في تركيا ، و يحتوي على تحف فنية من القرن الرابع عشر و حتى وقتنا الحالي ، و يضم أكثر من 2.000 قطعة أثرية تعود للفترة الواقعة بين القرن الحادي عشر ، و القرن العشرين من العصر السلجوقي و العثماني .