محافظة كارابوك أو كما تعرف باسم " قره بوك " و هي إحدى محافظات تركيا الواقعة في غرب منطقة البحر الأسود شمال تركيا ، مساحتها 2.864 كم2 ، و يبلغ عدد السكان فيها حوالي 225.102 نسمة ، فتبلغ فيها الكثافة السكانية 78 نسمة/كم2 ، و في آخر بيان إحصائي أصدرته دائرة الهجرة في تركيا حول عدد الأجانب الحاصلين على الإقامة فيها عام 2021 ، كان نصيب كارابوك من المقيمين الأجانب حوالي 5139 مقيم أجنبي .
عرفت بهذا الاسم منذ العهد العثماني و معنى اسمها " الشجرة السوداء " .
تتميز كارابوك بمناخ دافئ و معتدل ، و تستمر أمطارها بالهطول بغزارة على مدار العام .
الآن كارابوك هي المركز الصناعي الرائد في تركيا لإنتاج الحديد و الصلب ، إذ تم إنشاء مصنع للحديد و الصلب فيها عام 1939 م ، و يعد من المصانع الأولى التي أنشئت في تركيا في هذا المجال ، فنرى أن المدينة تطورت بشكل سريع في فترة قصيرة ، كما تمتلك مواردها الخاصة من الرخام الأبيض و الجر الجيري ، كما تشتهر أيضاً بصناعة الفحم ، و توجد فيها كذلك مصانع كيميائية لإنتاج حمض الكبريتيك و الفوسفات .
كارابوك غنية بالمناظر الطبيعية الخلابة مثل غابات الصنوبر ، كما تضم الكثير من المنازل القديمة الشهيرة بتصاميمها المختلفة و التي تستحق الزيارة فتنوعت بذلك معالمها السياحية الطبيعية منها و التاريخية ، و من أهم المعالم السياحية فيها :التراس الكريستالي المطل على وادي توكاتلي و الذي يرتفع عنه حوالي 80 متراً ، و يتحمل أوزان حوالي 75 طن و لكن لا يسمح لأكثر من 30 شخص بالصعود إليه في نفس الوقت ، و بالقرب من التراس نجد مجرى مياه " إنجي كايا " الذي يبلغ طوله 116 متراً و تحته يجري نهر توكاتلي ، و بالنسبة لوادي توكاتلي بحد ذاته مكان جميل جداً للزيارة لمحبي الطبيعة الخضراء ، مع أصوات جريان الماء و زقزقة العصافير ، و يبعد هذا الوادي عن مدينة صفران بولو حوالي 2 كيلومتر ، و يوجد فيه مزرعة لتربية الأحصنة ، فبإمكان الزائرين كذلك زيارة المزرعة و ركوب الخيول فيها .
و عن المنازل القديمة الموجودة ، يوجد أكثر من 2000 منزل أثري في مدينة صفران بولو المدينة العثمانية التي لا تزال قائمة حتى الآن ، و بناء هذه المنازل يعود إلى 200 أو 300 عام ، تعرضت إلى بعض التصدعات إلا أن الدولة تكفلت بصيانة عدد منها .
و هناك في إحدى قرى مدينة صفران بولو و تحديداً " بولاق " تقع مغارة بولاق منجيليس التي يتم صعود 150 درجة قبل الوصول إليها ، و رؤية الصواعد و النوازل التي تعود إلى أكثر من مليون سنة .
كما نجد في صفران بولو " متحف منزل القائم بالمقام " ، و هو أحد هذه المنازل القديمة المميزة ، و حولته وزارة الثقافة عام 1976 م إلى مكان سياحي أثري ، و يستخدم كمتحف إلى هذا اليوم ، و هو مؤلف من ثلاثة طوابق ، و سبع غرف ، و حديقة كبيرة .
و كذلك في هذه المدينة العثمانية الجميلة نجد " خان جنجي و حمامه " ، و الذي بناه " حسين أفندي " الملقب بـ " جنجي خوجا " عام 1645 م ، و الذي يعد دليلاً واضحاً على جمال العمارة العثمانية ، و قد كان مكاناً يستريح فيه التجار القادمين إلى المدينة أو المارين فيها ، و هو مؤلف من طابقين و 63 غرفة ، و قد تم ترميمه مرة واحدة .
و على بعد 20 كيلومتراً من صفران بولو نجد " قرية يوروك " التي تعتبر واحدة من أجمل معالم العمارة العثمانية بشوارعها الضيقة ، و منازلها الجميلة العتيقة ذات الشرف الخشبية التي يعود تاريخها لأكثر من 300 سنة ، و أعلنتها منظمة اليونسكو منطقة أثرية و أدرجتها في قائمة التراث العالمي في تركيا عام 1997 م .
و من أهم المعالم السياحية الأخرى "برج ساعة كارابوك " مضلع الشكل ، الذي يتوسط مدينة كارابوك في حي " يني شهير " و قد تم شراء هذه الساعة من لندن ، و نُصبت سنة 1987 م .
و بالنسبة للأنشطة و الفعاليات التي تقام في كارابوك ، فتقام فيها عدة فعاليات و خاصة في الجامعة ، إذ يتم إقامة حملة للتبرع بالدم سنوياً ، و تلقى هذه الحملة إقبالاً كبيراً من قبل الطلاب و الموظفين و السكان ، و تستمر هذه الحملة حوالي ثلاثة أسابيع ، و وهي تابعة للهلال الأحمر التركي .
كما يقام يوم ثقافي و يعرف باسم يوم الكتاب ، حيث تأتي العديد من دور النشر و الجامعة ، بوجود آلاف الكتب ليأتي الناس و الطلاب و يختارون منها ، و يشترون ما يحتاجونه .
و إضافة إلى ذلك تنظم المدينة العديد من ماراثونات الجري بين السكان ، و تقدم الجوائز للفائزين .