تقع ولاية فان التركية شرقي الأناضول ، بين بحيرة فان و الحدود الإيرانية ، تبلغ مساحتها حوالي 21.334 كم2 ، و يبلغ عدد السكان فيها حوالي 1.141.015 نسمة ( 581.945 من الذكور ، و 559.070 من الإناث ) ، و الكثافة السكانية فيها تبلغ حوالي 53 نسمة/كم2، و بحسب البيان الإحصائي الذي أصدرته دائرة الهجرة في تركيا عام 2021 عن عدد المقيمين الأجانب في الولايات التركية ، كان نصيب فان 2190 مقيماً أجنبياً .
لا تزال فان محتفظة بطرازها المعماري ، و مظاهر تاريخية لا تزال موجودة حتى اليوم ، إذ أنه من المرشح أن تدخل هذه المدينة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي ، و ذلك بالإضافة لجمال بحيرتها التي تستخدم في أغراض علاجية ، و قلاعها ، و مساجدها ، و كنائسها ، و منتجعاتها ، و ينابيعها .
تتميز الولاية بمناخ معتدل و لطيف ، ما يزيد من الإقبال السياحي على هذه الولاية إلى جانب مقوماتها السياحية الأخرى .
أثبتت الحفريات الأثرية أن تاريخ الاستيطان البشري في فان يعود لعام 5000 قبل الميلاد ، إلا أن ظهور فان تاريخياً يرجع إلى القرن التاسع قبل الميلاد ، و يرجع ذلك إلى أنه في تلك الفترة كانت فان عاصمة المملكة الأورارتوية ، و التي كانت من أقوى المملكات في شرق الأناضول ، و كان يطلق على فان في تلك الفترة اسم " توشبا " .
تتميز محافظة فان بوجود محلات الأشغال اليدوية فيها ، إذ تعتبر الصناعات اليدوية إحدى أهم مصادر الدخل للسكان المحليين ، ومن أشهر الصناعات صناعة السجاد اليدوي ، ففي المدينة سوق خاص بالسجاد المصنوع يدوياً بأجمل و أرقى النقوش و الخامات .
إضافة إلى السياحة و التي نجدها في فان اليوم معتمدة على ( بحيرة فان ، الكنيسة التاريخية "اقدامار" المندرجة تحت قائمة اليونسكو للتراث ، و أيضاً على قلاعها المعروفة ، و قططها الشهيرة ) .
بحيرة فان هي أكبر بحيرة في تركيا مساحةً ، و كان يطلق عليها اسم " البحر العلوي " في الحضارات القديمة ، تتمتع هذه البحيرة بجمال لا مثيل له ، و هي محاطة بالجبال البركانية شمالاً و غرباً ، و أثبت الدراسات التي تمت على مياه بحيرة فان أن هذه المياه تقضي على الميكروبات ، و يمكن استخدامها لأغراض علاجية للكثير من الأمراض ، و شفاء الجروح بشكل أسرع .
و وفقاً لآخر دراسة أجراها عدد من علماء جامعة إسطنبول ، أثبتوا أن مياه بحيرة فان تفيد في معالجة أمراض مثل الربو ، و أمراض الرئة المزمنة ، و أفاد مختصون بأنه و خاصة عند سقوط أشعة الشمس بزاوية 45 درجة ، تفيد مرضى الرئة بشكل كبير .
يستخدم الناس السفن الموجودة في البحيرة للتنقل بين الجزر ، و للتنقل بين مدينة فان و مدينة تطوان ، مياه البحيرة مالحة و غازية الأمر الذي جعل الناس يطلقون عليها " بحر " .
و من الجزر التي يزورها السياح بكثرة ، جزيرة " اقدامار " التي تعد كبرى الجزر التابعة لمدينة فان .
و على الرغم من مرور حوالي 3000 عام ، إلا أنه من الممكن العثور على آثار تعود "للأورارتوين" في فان ، و أحد
أهم هذه الآثار " قلعة فان " و التي تعتبر من أجمل القلاع التي بناها الأورارتوين .
و على الرغم من تعاقب الكثير من الحضارات على المنطقة ، و على الرغم من القلاع العديدة التي خلفتها هذه الحضارات ، إلا أن قلعة فان هي الأشهر ، فهي تضم قبوراً ملكية ، و إلى الغرب منها يوجد برج ساردور ، و الذي يحتل مكانة هامة بين الآثار الأخرى بسبب طرازه المعماري المتميز ، و الكتابات المحفورة عليه ، و التي ترجع إلى " الأورارتو " القديمة .
و بالإضافة إلى كل ما سبق ، تضم فان عدد من الجوامع و أهمها : جامع أولو ، و قايا تشلبي ، و جامع كزل منارلي ، و جامع الحورحور ، و جامع عباس آغا .
و أشهر الكنائس : كنيسة فان تشفته ، و كنيسة سورب ستيبهانوس ، و سورب ، و ارتان ، و اقدامار .
و لا يمكننا أن نذكر ولاية فان دون أن نتحدث عن قططها ذات المكانة المميزة بين أجناس القطط في العالم ، و المتميزة بشعرها الأبيض الناصع ، و ذيلها الجميل ، و عيونها الملونة الملفتة للنظر ، و هي النوع الوحيد من القطط التي تسبح و تلعب في الماء .
و بالإضافة لكل ما سبق ، تتميز فان بمطبخها الذي يجمع العديد من الحضارات و العصور ، و من ألذ و أفضل المأكولات التي تشتهر بها المدينة أسماك بحيرة فان ، الغير موجودة في أي مكان آخر من العالم ، و من أشهر الأطباق التي تقدم في فان ( طبق إنجي كفالي ، و طبق السمك بالتنور ) .