و هي إحدى محافظات تركيا ، تقع غرب الأناضول على ساحل بحر إيجة ، و تعد من المدن الكبيرة في تركيا ، و تمتد مساحتها على 11.973 كم2 ، و يبلغ عدد السكان فيها حوالي 4.425.789 نسمة ، و بذلك تكون الكثافة السكانية فيها حوالي 370 نسمة/كم2 ، و تأتي في المرتبة الثالثة من حيث عدد السكان بعد اسطنبول و أنقرة ، و في آخر بيان إحصائي أصدرته دائرة الهجرة في تركيا حول عدد الأجانب الحاصلين على الإقامة فيها عام 2021 ، كان نصيب إزمير من المقيمين الأجانب حوالي 17.116 مقيم أجنبي .
تعود تسميتها بهذا الاسم إلى اللفظ اليوناني " سميرناه " ، و هو نفس الاسم الذي أطلقه الرومان على المدينة ، و بقي دارجاً حتى اعتمد البرلمان التركي رسمياً الاسم الحالي لها " إزمير" في آذار ( مارس ) من سنة 1930م .
المناخ في إزمير مناخ البحر الأبيض المتوسط ، فالصيف حار و جاف ، و الشتاء معتدل و ماطر .
تكمن أهمية إزمير الاقتصادية في مينائها و الذي يعد من أهم الموانئ التركية في الشطر الآسيوي ، و يعتمد اقتصاد إزمير على الصناعة و السياحة و الزراعة معاً .
بالنسبة للزراعة ، تشتهر إزمير بشكل الزراعة الحديث و المتطور ، فمزارعيها يعملون بأحدث المعدات لإنتاج أفضل الأصناف ، ونجدهم يزرعون القطن ، و العنب ، و الزيتون ، و التين ، و التبغ ، إضافة إلى أنواع كثيرة من الفواكه .
و أما بالنسبة للصناعة فإن إزمير ثاني أكبر مدينة صناعية بعد مرمرة ، فنجد أهن صناعة النسيج و الألبسة ، و الأغذية ، و صناعة التبغ ، و المشروبات الكحولية ، و البيرة من أهم الصناعات الموجودة .
بالإضافة إلى الحديد الصلب و البتروكيماويات و السيارات و الإسمنت و الأسمدة و الأحذية و الآلات الزراعية ، و نجد فيها صناعة السيراميك متقدمة جداً ، و جميع هذه المنتجات يتم تصديرها لمدن أخرى داخل تركيا ، و إلى خارج تركيا كذلك ، حيث أن الإنتاج في إزمير يضاهي بجودته معايير الدول الأوروبية .
و إضافة إلى هذه المنتجات ، يتم في إزمير استخراج و معالجة الفحم ، و النحاس ، و الرصاص ، و الزنك ، و الذهب ، و غيرها من المعادن الأخرى ، و تعتبر إزمير من بين أكثر المدن المتطورة في مجال إعادة معالجة و تصنيع مواد البناء .
و عن السياحة ، فإن إزمير من المدن الجميلة المتميزة بشواطئها ، و أسواقها ، و أحيائها الرائعة ، الأمر الذي جعلها تلقب بـ " لؤلؤة بحر إيجه " ، و ترجع أهميتها السياحية إلى احتوائها على العديد من المعالم السياحية التاريخية و الأثرية و الطبيعية و الدينية ، و الكثير من أماكن الترفيه ، و سنبدأ بمصعد إزمير و هو من المعالم التاريخية المهمة و الموجودة في ساحة كاراتاس ، و تم بناؤه سنة 1907م على يد أحد الأشخاص الأغنياء الذين عاشوا آنذاك ، من أجل تسهيل وصول سكان المناطق الجبلية و التلال العالية إلى منازلهم بسهولة ، و قد تم استخدام هذا المصعد الآن من أجل إقامة المطاعم و المقاهي التي تستقطب العديد من السياح ، و أحد أبرز المناطق السياحية في إزمير أيضاً برج الساعة ، الذي يتوسط ميدان كوناك ، و يبلغ ارتفاعه 25 متراً ، و ثبتت أعلاه ساعة أثرية مهداة من الإمبراطور الألماني وليام الثاني سنة 1901م ، بمناسبة مرور 25 سنة على وصول السلطان عبد الحميد الثاني للحكم في الدولة العثمانية وقتها .
و نجد كذلك قلعة كاديفي كالي في إزمير ، و التي يعود بناؤها إلى العصر الروماني في القرن الرابع قبل الميلاد ، و تعرف باسم القلعة المخملية أو قلعة فلفيت .
وهناك أيضاً متحف إزمير الأثري التابع لوزارة الثقافة و السياحة التركية ، و الذي يضم العديد من الآثار التاريخية كالآثار و الرسوم و المقتنيات القديمة ، و التي تعود إلى كل الحضارات التي سكنت في إزمير ، و يتميز بناؤه بأنه ذو تصميم قديم و على جدرانه زخارف و رسوم و أشكال مميزة .
و لا ننسى مدينة آفس القديمة ، تلك المدينة الإغريقية التي يعود تاريخ بناءها إلى سنة 6000 قبل الميلاد ، و تحتوي على العديد من البيوت التاريخية ، و مسرحاً أثرياً ضخماً ، و مدخلاً معمارياً مميزاً ، و كنيسة القديس يوحنا ، و مكتبة سيلسس ، و معبد أرطاميس ، و قد أدرجتها لجنة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية و العلوم و الثقافة ( يونسكو ) إلى قائمتها للتراث العالمي .
و بالنسبة للمعالم السياحية الدينية نجد مسجد حصار من أقدم المساجد في المدينة و من أشهر الأماكن السياحية هناك ، و يعود تاريخ بنائه إلى القرن السادس عشر الميلادي ، إذ بُني على مساحة هائلة و على الطراز العثماني ، و بالقرب من وسط المدينة ، و يتميز بمأذنة دائرية الشكل مبنية من الحجر ، و قبته المركزية الكبيرة محاطة بسبع قبب أصغر حجماً ، ومنبره مصنوع من الخشب الزان المزين بالنقوش و الأقواس ذات الطابع الروماني .
و في مركز قرية بوزداغ شرق إزمير نجد جبل بوزداغ كاياك، و هو من أكثر معالم إزمير مثالية من أجل الفعاليات الرياضية لمحبي التزلج في الشتاء ، و التسلق ، إضافة إلى وجود تلفريك من أجل صعود هذا الجبل ، الأمر الذي يعطي فرصة للسائحين بمشاهدة إطلالات رائعة و لا تنسى .
و على الساحل الشمالي المواجه لخليج إزمير نجد غابة انجير الته ، التي تتميز بأشجارها الكثيفة و نباتاتها الرائعة و الخضرة الممتدة في كل مكان منها ، و الطيور المنتشرة في كل مكان فيها ، الأمر الذي جعلها من أجمل المعالم السياحية الطبيعية في إزمير .