أنقرة إحدى محافظات الجمهورية التركية وعاصمتها ، و تقع في منطقة الأناضول الوسطى ، في مركز تركيا تقريباً ، و هي ثاني أكثر المدن ازدحاماً بالسكان ، وثالث أكبر المدن مساحةً ، إذ تبلغ مساحتها 24.521 كم2،و يبلغ عدد سكانها ما يقارب 5.747.325 نسمة ، وبالتالي فإن الكثافة السكانية فيها تقدر بـ 235 نسمة/كم2 ، و في آخر بيان إحصائي أصدرته دائرة الهجرة في تركيا حول عدد الأجانب الحاصلين على الإقامة فيها عام 2021 كان نصيب أنقرة من المقيمين الأجانب حوالي 107.143 مقيم أجنبي .
و أما عن المناخ الذي تتمتع به أنقرة فهو المناخ القاري ، و ذلك بسبب موقعها الداخلي و بعدها عن التأثيرات البحرية ، فنجد صيفها حاراً و جافاً ، و شتاءها بارداً ، كما تشهد تساقطاً للثلوج كذلك .
كانت أنقرة تُسمّى أنكورية وأنكور وأنكورار في مصادر عربية وخاصة تاريخ الحروب الصليبية ، وفي لغة الفريج وكذلك في اللغة اليونانية القديمة هي " أنقورا" وتعنى « مرساة السفينة » وتقول بعض الأساطير القديمة أنها المكان الذي كان ميداس ملك فريجيا قد وجد فيه مرساة سفينة .
وبينما كانت أنقرة تعرف بـ " أنقورا " لدى الفريج وغلاطية وروما القديمة ، إلا أنه كان يتم ذكرها كـ "أنقريا " و" أنجريا " في مصادر الألفبائية اللاتينية مع العالم الغربي ، وقد تغير اسمها بعد مجيء الأتراك إلى الأناضول فأصبحت "أنجوريا" و"أنجورو" ، و عند الغرب "أنجورا" . وفي الأوراق الرسمية المختلفة التي تعود إلى القرن السادس عشر الخاصة بالدولة العثمانية استُخدم اسم " أنقرة " .
وفي تاريخ 28 مارس / آذار 1930 طلبت الجمهورية التركية بشكل رسمي من الدول الأجنبية استخدام أسماء المدن باللغة التركية ، وهكذا تحول اسم أنقرة إلى اسم عالمي .
في بداية الجمهورية التركية اعتمد اقتصاد أنقرة على الزراعة وتربية الحيوان ، ولا زالت نصف أراضي أنقرة إلى الآن تستخدم في الزراعة ، كما يعتمد النشاط الاقتصادي فيها بنسبة كبيرة على التجارة والصناعة ، وقد شجعت الاستثمارات في أنقرة وأطرافها في القطاع العام و القطاع الخاص على هجرة أعداد كبيرة من الأيدي العاملة إليها من المحافظات الأخرى ، فازداد عدد السكان بشكل مضاعف منذ أن تم إعلان الجمهورية و حتى يومنا هذا .
ويمكن القول أنه من بين كل أربعة أشخاص في أنقرة هناك ثلاثة يعملون في قطاع الخدمات أي بنسبة 75% من السكان ، كالتواصل والأخبار والخدمات، والأعمال التجارية الأخرى المشابهة ، و واحد من كل أربعة في الصناعة أي بنسبة 25% ، وبنسبة 2 % في قطاع الزراعة ، و بالنسبة للصناعة ، يتركز العمل الصناعي على النسيج والمنتجات الغذائية والإنشاءات.
و أما اليوم فإن معظم الاستثمارات في مجال الدفاع ، والمعادن والمحركات ، ومن ناحية التعليم ، يوجد في أنقرة أكبر عدد جامعات في تركيا ، وتصلها بباقي أنحاء تركيا سككاً حديدية ، و طرقاً سريعة ، و مطارات .
تعد أنقرة من أهم الوجهات السياحية في تركيا ، وذلك لما تمتلك من مقومات سياحية كبيرة ، فهي تجمع المناظر الطبيعية الخلابة ، وروعة التصميم المعماري في الأماكن التاريخية ، وكذلك الشواطئ والمناطق الجبلية المحببة للسياح ، و من أهم المعالم السياحية الموجودة في أنقرة : قلعة أنقرة ، وهي قلعة قديمة جداً تتميز بالقوة و المتانة و الدقة في البناء ، و تتيح للزائرين رؤية أنقرة من كافة الجهات ، و تضم القلعة داخلها العديد من الساحات الصغيرة التي كانت تستخدم لأغراض تجارية مختلفة ، و كذلك كانت تستخدم كمقرات للتجمعات ، ومن أبرزها ساحات سوق الخيول ، وسوق الأغنام ، والقسم الداخلي للقلعة يضم منازل من طابقين أو ثلاثة فقط، وتعود لمراحل تاريخية مختلفة ، وإضافة إلى المنازل نجد في القسم الداخلي للقلعة مساجد تاريخية قديمة ، ومن أبرزها مسجد علاء الدين ، ومسجد رمضان شمس الدين ، و في القسم الخارجي يوجد خانات عديدة ، أهمها : خان جنغل خان ، وخان جوقور خان ، وأما القسم الواقع في أعلى برج القلعة فيضم " آق قلعة " ، وتعني القلعة البيضاء ، إضافة إلى متحف " أتي " الذي كان مشيداً في العام 1921.
و هناك في أنقرة أيضاً متحف الأناضول الحضاري و الذي يعد أحد أهم الاماكن السياحية فيها ، وقد تأسس سنة 1968 ، ويقع في ميدان الاولوس، بالقرب من تمثال الجمهورية في مركز مدينة أنقرة ، و يعرض الكثير من الآثار التاريخية التي بقيت من الحضارات المتنوعة التي سكنت الأناضول .
و بالقرب من المتحف هناك حديقة اولوس ذات المقاهي الجميلة ، و بإمكان زائري المتحف الاستراحة فيها و التمتع بجمالها .
وبالقرب من مدينة اولوس يتواجد حمام روما القديم ، وهو حمام روماني قديم ، أنشأه الأمبراطور الروماني كاركلا في القرن الثالث الميلادي ، وهو تحفة معمارية مميزة ، إذ يتألف من غرف للمياه الساخنة ، و غرف أخرى للمياه الباردة ، بالإضافة إلى وجود أحواض للسباحة .
و نجد هناك في أنقرة حمام أونو و الذي يقع في منطقة تعتبر من أقدم المناطق السياحية في أنقرة ، وهي منطقة ذات أبنية معمارية تاريخية مبنية على الطراز العثماني ، وتقام فيها أنشطة فنية وثقافية وسياحية متنوعة .
كما نجد في منطقة " بايندير " على بعد حوالي 45 كيلومتر عن مركز انقرة " بحيرة مافي غول " ، وتعني باللغة العربية " البحيرة الزرقاء " ، وهي من أشهر البحيرات بين الأماكن السياحية هناك ، و تتمتع بأجواء طبيعية ساحرة حيث تتميز بمساحاتها الكبيرة وهوائها النقي .
و هناك " بحيرة كارا غول " التي تعني باللغة العربية " البحيرة السوداء " ، و هي بحيرة طبيعية تقع في منطقة جبلية مرتفعة تحيط بها للأشجار الخضراء ، و سميت بهذا الاسم بسبب لونها الداكن القريب من اللون الأسود .
كما نجد في أنقرة واحدة من أكبر الحدائق في أوروبا و هي حديقة " هريقالار " التي تم افتتاحها سنة 2004 ، و تمنح هذه الحديقة السائح شعوراً جميلاً ، و راحة لا مثيل لها بفضل المساحات الخضراء والأشجار المثمرة والهواء النقي فيها ، و تتيح له فرصة التمتع بجمال الطبيعة ، إضافة إلى الألعاب الترفيهية المتواجدة و التي تضيف جواً ترفيهياً إلى الحديقة .
و أحد أجمل الأماكن الترفيهية في أنقرة نجد جبل الماداغ للتزلج أو كما تترجم إلى العربية بـ " جبل التفاح " ، و يقع هذا الجبل في قرية الماداغ على بعد 22 كيلومتر تقريباً عن مركز المدينة ، و يغطى هذا الجبل بالثلوج في فصل الشتاء و يتيح للسياح إمكانية ممارسة رياضة التزلج .