مدينة زونغول داك
تقع زونغولداك في شمال غرب تركيا ، و هي من الموانئ المهمة على ساحل البحر الأسود ، تبلغ مساحتها حوالي 3.470 كم2 ، و يبلغ عدد السكان فيها حوالي 615.599 نسمة ، فتبلغ بذلك الكثافة السكانية فيها 178 نسمة/كم2 .
و في آخر بيان إحصائي أصدرته دائرة الهجرة في تركيا حول عدد الأجانب الحاصلين على الإقامة فيها عام 2021 ، كان نصيب زونغول داك من المقيمين الأجانب حوالي 2020 مقيم أجنبي .
تمتاز زونغولداك بمناخ محيطي دافئ و رطب صيفاً ، و بارد و رطب شتاء .
ربما يأتي اسم الولاية الحالي من (Zone Geul - Dagh) و هو الاسم الذي أطلقته على المنطقة شركات التعدين الفرنسية و البلجيكية ، في حين هناك سبب آخر لتسمية الولاية بهذا الاسم ألا وهو أنه أُخذ من اسم مستوطنة ( Sandraka أو Sandrake ) القديمة القريبة ، و وفقاً لنظرية أخرى تقول أن الاسم جاء من كلمة مركبة و هي jungle-dagh ، من الغابة التي أطلق عليها رجال الأعمال الفرنسيين بسبب جغرافية الأرض الغير متساوية و الأشجار فيها ،و(dağ) تعني "جبل" في اللغة التركية .
تُعد زونغولداك أغنى حوض لحجر الفحم في تركيا ، و في عهد السلطان العثماني محمود الثاني (1839 – 1785 ) تم اكتشاف أول منجم فحم فيها ، و لكن افتتاح أول منجم للفحم فيها كان في العام 1848 من قبل الشركات الفرنسية و البلجيكية ، و قد استمرت هذه الشركات في استخراج الفحم حتى عام 1920 .
إلا أنه بعد تأسيس الجمهورية التركية عام 1923 عاد العمل في زونغولداك في استخراج الفحم و لكن بأيادٍ تركية هذه المرة .
تتمتع زونغولداك بالكثير من الوجهات السياحية التاريخية منها و الترفيهية بسبب تضاريسها المتنوعة الجميلة ، و كذلك الحضارات التاريخية القديمة المتعاقبة فيها ، كما يُطلق عليها اسم بلاد الكهوف لكثرة الكهوف الموجودة فيها .
و من هذه الوجهات ساحل البحر الأسود المميز بنقاء مائه ، إضافة إلى شلالات غونيشلي ، و كهف جايير كويو الذي يبلغ طوله 1300 متر ، و الموجود على بواباته عدد من البحيرات التي تحتوي على أسماك طبيعية بألوان جميلة ، و هناك أيضاً كهف غوك غول الذي يشبه كهف جايير كويو إلى حد ما و لكن ما يميزه عنه هو وجود بعض قطرات الماء و التراب المتجمدة و المتشكلة طبيعياً داخله ، و التي تعطيه شكلاً خلاباً .
كما توجد فيها مدينة تيون القديمة المدينة الأولى التي أنشِئت في زونغولداك ، و تمثل هذه المدينة متحفاً تاريخياً مفتوحاً لعشاق الفن المعماري القديم و التاريخ ، و قلعة فيليوس التي تعكس الخبرة العسكرية الاستراتيجية التي تمتعت بها الحضارات القديمة ، و يُعتَقد أن الرومان هم من قاموا ببنائها في نقطة مطلة على البحر من أجل حماية مدينتهم .
و أخيراً و ليس آخراً نجد جامع كوبرولو الذي تم بناؤه عام 1661 من قبل الصدر الأعظم محمد باشا والذي يعكس الفن المعماري الجميل الذي تمتعت به الحضارة العثمانية العريقة .